الخميس، 1 يوليو 2010

مشروع أرضية الندوة المزمع عقدها حول: الاعتقال السياسي والعنف داخل الجامعة المغربية

أثبتت الحركة الطلابية المغربية مرة أخرى رفضها المبدئي لمسلسل " السلم الاجتماعي" من خلال معاركها النضالية ضد المخطط الطبقي في ميدان التعليم وأساسا " الإصلاح الجامعي" الذي تم تطبيقه بمقتضى القانون رقم 01.00 والمخطط الاستعجالي الذي لا يعدو أن يكون مجرد محاولة لاستعجال خوصصة الجامعة المغربية وتعميق رهن البرامج التعليمية بمتطلبات السوق الرأسمالية وحاجيات معسكر النهب والاستغلال.
وقد بينت الجماهير الطلابية عن حجم الطاقات الجبارة التي تختزنها مما جعلها تتبوأ مكانة متميزة في نضالات الجماهير الشعبية ضد السياسات الطبقية التي ينهجها النظام القائم بالمغرب في الآونة الأخيرة.
وأمام تنامي وثيرة النضالات الطلابية بالعديد من المواقع الجامعية لم يكن أمام النظام القائم، بحكم طبيعته الديكتاتورية، وبحكم عجزه عن تدجين الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، سوى اللجوء إلى شن حملة قمعية شرسة واسعة النطاق، حملة شملت العديد من المواقع الجامعية، واتخذت عدة أشكال: اعتقالات، اغتيالات، طرد، متابعات قضائية وبوليسية، عسكرة الحرم الجامعي،... مستهدفا بذلك قمع طلائع الكفاح الطلابي وعرقلة تنامي الوعي الطلابي ضد جرائمه الطبقية في ميدان التعليم، والحد من ارتباط هذه النضالات وانصهارها في بوتقة النضال الشعبي العارم الذي تشهده العديد من مناطق الكدح والبؤس.
أمام هذا الواقع، يعد السعي إلى توحيد الجهود النضالية وتنسيقها بين مختلف المناضلين والتيارات المرتبطة بمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مسألة في غاية الأهمية من الناحية السياسية العملية خاصة في ظل اللحظة التاريخية الراهنة بالنظر إلى عدة عوامل أهمها:
1- حجم الهجوم البرجوازي على التعليم المستند إلى قمع سياسي وبوليسي وقضائي ممنهج وشرس ضد مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
2- ضرورة دعم الاستعداد النضالي الكبير الذي أبدته الحركة الطلابية في مقاومتها البطولية لمخططات النظام، والذي غالبا ما يصطدم بواقع التشتت والعزلة الذي تعيشه النضالات الطلابية وضعف تطبيق مبدأ التضامن النقابي مع المعارك الطلابية.
وفي هذا الإطار تندرج الندوة المزمع عقدها، بما هي خطوة نضالية تهدف أساسا إلى إثارة الانتباه إلى أهمية توحيد مختلف الجهود النضالية لكافة مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والتيارات الديمقراطية من أجل مواجهة الحملة القمعية الشرسة والمسعورة للنظام التي يهدف من خلالها إلى اجتثاث وتجفيف ينابيع الصمود الطلابي، وذلك عبر فضح طبيعة هذا القمع وتعرية خلفياته وتوضيح أبعاده السياسية بما هو قمع ممنهج يستهدف أساسا تقييد حرية العمل والنقابي داخل الجامعة المغربية، وكذا التعريف بصمود وكفاحية المعتقلين السياسيين وتفكيك الخطابات الديماغوجية حول " الإنصاف والمصالحة" و " طي صفحة الماضي" والكشف عن أبعاده الطبقية.
كما يمكن أن تشكل الندوة فرصة للوقوف الدقيق عن حجم الطاقات والإمكانات النضالية الذاتية المتوافرة لدى الحركة الطلابية في ظل الأوضاع الراهنة وطرح سبل استثمارها بشكل فعال وناجع لمواجهة هذا القمع.
صحيح أن النضال ضد الاعتقال السياسي لا يمكن اختزاله في مجرد نقاش فكري وسياسي بين تيارات تقوم بينها خلافات سياسية وفكرية وبرنامجية، لكن هذا لا يمنع التفكير في تنظيم بعض المبادرات النضالية المشتركة حول قضايا نضالية بعينها، وفي أمور مدققة تتيح تعبئة قوى النضال في الساحة الجامعية. وهذا يقتضي استحضار المصالح الحيوية الكبرى للجماهير الطلابية التي تستدعي التعاطي معها بشكل مبدئي ومسؤول من أجل الدفع بالمسيرة النضالية للحركة الطلابية إلى الأمام، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا وعى الجميع ضرورة النضال معا وبشكل موحد ومشترك حول القضايا البيداغوجية والمادية والديمقراطية التي تهم الجماهير الطلابية والسير على حدة فيما يخص المنطلقات الفكرية والمواقف السياسية والتصورات البرنامجية. هذا لأن الخلافات السياسية لا يمكن أن تكون سببا لنبذ العمل النضالي الموحد والمشترك بين مختلف التيارات الديمقراطية المرتبطة بمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلا بالنسبة لذوي النزعات العصبوية والأفكار الديماغوجية.
يجب التأكيد كذلك بأن الخلافات السياسية والفكرية بين مختلف التيارات العاملة في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مسألة طبيعية وموضوعية، باعتبارها تجليا من تجليات الصراع الطبقي داخل المجتمع المغربي. ولا يمكن لهذه الصراعات السياسية أن تشكل بالفعل عائقا ذاتيا أمام تطور وعي الجماهير الطلابية إلا في حالة ما تم توجيهها بشكل خاطئ، وتمت ممارستها بشكل منحط وبأساليب غير نضالية كاللجوء إلى تسييد العنف لحسم هذه الخلافات، عوض اللجوء إلى ترجيح الصراع الفكري والسياسي ذي الطابع الديمقراطي لحل هذه الخلافات وذلك على أرضية التصورات البرنامجية والمقترحات والمبادرات النضالية المطروحة من طرف مختلف الفاعلين، مع الحرص الشديد على توظيف مختلف الآليات والأساليب النضالية التي تتيح مشاركة أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة حتى يتسنى لها استيعاب مضامين الصراع الديمقراطي بين مختلف التيارات.
فإذا كانت النقابة وستظل أداة للدفاع عن حقوق المنضوين تحت لوائها، فإن الثوريين إذ ينضمون إلى النقابات والاتحادات المهنية...الخ، رغم إيمانهم بأن تحرر المضطهدين والمستغلين لن يتأتى سوى عن طريق الثورة الاجتماعية العنيفة فإنهم يسعون بذلك إلى قيادة الجماهير وتعبئتها من أجل تحقيق بعض الإصلاحات الجزئية التي من شأنها أن تعزز ثقة الكادحين في كفاحهم وتقوي انتمائهم الطبقي وتجعلهم يدركون أهمية اتحادهم وتنظيمهم لمواجهة عدوهم الطبقي.
كما يجب أن يقترن انخراط المناضلين التقدميين بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب بما هو نقابة كل الطلبة المغاربة بممارسة الصراع الديمقراطي لحل الخلافات التي قد تنشأ بينهم لأسباب فكرية أو سياسية أو برنامجية، فعن طريق هذا الصراع وحده يمكن للمناضلين الديمقراطيين الكفاحيين تعميق ارتباطهم بالجماهير الطلابية والارتقاء بوعيها إلى مستوى إدراك طبيعة الصراع الدائر داخل الجامعة كمجال للصراع الطبقي، وذلك من خلال الاندماج العضوي بين المناضلين كتوجهات فكرية وسياسية وتصورات برنامجية وبين الجماهير الطلابية عن طريق النقاشات القاعدية التي تسمح بإثارة ومعالجة الإشكالات الحقيقية للجماهير والحرص على التسيير الديمقراطي للمعارك النضالية...الخ.
وفي هذا الصدد تكتسي مساءلة وتقييم الممارسات العنيفة بين التيارات المرتبطة بمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أهمية عملية حاسمة في ظل الحقبة التاريخية الراهنة التي تعيشها الحركة الطلابية المغربية، مما يستدعي من كل المناضلين الغيورين على مصالح الكادحين في حق التعليم تحمل كامل مسؤولياتهم السياسية والتاريخية في التعاطي المبدئي والمسؤول مع حجم وطبيعة التحديات بل الأخطار المحدقة بالحركة الطلابية ببلادنا.

توقيع : محمد بوطيب
معتقل سياسي سابق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق